شجع طفلك .. بدلا من تحطيمه..
تربية الأطفال تعتمد على أساليب تربوية جيدة من الأهل ، والاهم من ذلك انه ستتكون علاقة صحية وجميلة بين الطرفين ، وتبنى لديهم صورة جميلة حتى في المستقبل.
لذلك يجب على الوالدين الاهتمام بالسلوكيات الإيجابية مع الاطفال لتكون لديه شخصية صحيحة وواثق من نفسه بدلا من السلوكات الخاطئة والسلبية التي قد تؤثر على الأبناء في المستقبل وتضعف شخصياتهم وتجعلهم اكثر عرضة للإكتئاب والقلق والعدواتية.
تربية الأطفال ليس بالأمر السهل، لذلك يجب الحرص على تكوين تربية صحيحة سليمة وبطرق سلسلة للحصول على نتائج مرضية في المستقبل ، بدلا من تربية فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه.
تعتبر الدكتورة أولغا سوبرا المعالجة النفسية للأطفال و المراهقين أن الأساليب العصرية غير المباشرة في تربية الأبناء تحد كبير الأهالي ، حيث يجب عليهم تعلم كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن حاجاته . وتعلم الاسترخاء للوصول إلى الحوار والابتعاد عن المعاملة السلبية للطفل ، فضلا عن الانتباه للكلمات التي تقال له ، وتستعرض سوبرا بعض أساليب التربية الإيجابية وكيفية استخدامها مع الطفل منها :
- أسلوب الاحترام المتبادل واحترام شخصية الطفل والسلطة الجازمة وذلك بالتركيز على السلوكيات الطفل الحسنة .
- أسلوب الثناء والمدح والابتعاد عن العقاب والصراخ : على الاباء اختيار الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لاتلحق بالطفل أذى عاطفيا أو معنويا .
- أسلوب تقديم الخيارات المتعددة : غالبا ما نجد التربية التقليدية حاضرة عند الأسر كأساليب التوبيخ والانتقاد والصراخ لتصحيح أأخطاء أطفالهم، أما الغير مألوف هو التشجيع والثناء.
- أسلوب وضع الحدود: وضع الحدود الواضحة يشعر الطفل بالآمان فلا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
- تحدث مع طفلك واستمع له: الانصات والإستماع الجيد لمشاكله الصغيرة وتعليمه مهارات حل المشاكل، والتعاون معه عن طريق طرح الأسئلة لإيجاد حلول لمشكلته.
- علّم طفلك الفرق بين الصواب والخطأ: أمر مهم يرسخ لديه الثقة بقدرته على تجاوز الأزمات على المدى البعيد..
جدير بالذكر أن افتقاد الطفل للتشجيع المستمر لما يصنعه بنفسه ويعتبره إنجازاته وعدم الإهتمام بما يهتم به يحبط الطفل ويجعله لا يرى قيمة فيما يفعله فيفتقد الدافع لتنمية مهاراته وهواياته ويصبح شخصا غير واثق من قدراته ، يشعره بانعدام القيمة وسط أقرانه وربما يقلل من قيمة ما يفعله الآخرين.
مهارات ضرورية للأطفال:
تقول الدكتورة نيلس: " الطفل سيئ السلوك هو طفل ينقصه التشجيع". فمن العوامل التي تجعل الطفل جيدا هو تقدير أفكاره وشكره على مجهوداته ، وأيضا الحوار المستمر والدوري في المواضيع التي تخص الطفل .
تعتبر التربية الإيجابية مسألة مهمة ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة الاجتماعية لبناء شخصية سوية وفعالة، تتميز بالاحترام وحل المشكلات والاستقلالية والتعاون ومراعاة شعور الاخرين ، وتعتبر بمثابة مهارة تمنح للطفل الثقة بالنفس حيث يشعر بأهميته كفرد فاعل ومؤثر ومشارك فيما حوله.
بعض الأساليب الحديثة التي تساعد على التربية الإيجابية:
- الوصول إلى أساس السلوك: هناك حافز أساسي يدفع الطفل إلى السلوك التخريبي أو الخاطئ هنا يجب الوقوف على السبب الرئيسي الذي دفع الطفل الفعل بذلك وراء هذا السلوك العدواني .
- الحرص على الحفاظ على روتين منتظم في المنزل بشكل منسق وجدي: اذا كان الطفل يقوم والاعتماد على نفسه في النظافة الشخصية كارتداء ملابسهم وتنظيف أسنانهم وترتيب أسرتهم كل صباح ، فيجب الحرص على هذا الروتين كل يوم.
- الانضباط - لا تعاقب: يجب التركيز على تعليم الطفل الطرق المناسبة للسلوك الحسن ، والابتعاد قدر الإمكان على استخدام العقاب باللوم أو العقاب أو التجريح ، وهذا سيعود بالإيجاب في المستقبل بجعل الأطفال قادرين على مواجهة صعاب الحياة بإيجابية.
التربية الإيجابية تتطلب مجهود زائد وصبر متواصل للوصول الى نتائج مرضية دائما بالاعتماد على التواصل المستمر والاهتمام بهم فكلما اهتممنا بأطفالنا وخا لنا أن نفهمهم اكثر ، استمعنا إليهم وتحدثنا معهم بطريقة ودية ولطيفة ، سينعكس بالتالي بشكل إيجابي على صحتهم العقلية في المستقبل.
بالإضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عن الضرب لانه أمر خاطئ ولن يجدي نفعا في التربية الإيجابية لتأديب الأطفال, عكس اذا تم التركيز على الحوار البناء والتشجيع والثناء وإظهار مشاعر الحب . والتركيز في نفس الوقت على نقطة مهمة وهي التدليل الزائد فهذا يمكن أن يولد للطفل يميل أكثر للعناد والصراخ للحصول على ما يريده لذلك يجب تفادي هذه الأخطاء للحصول على تربية إيجابية فعالة.
خلاصة القول أن التربية الإيجابية تنطلق من الأسرة ، لأن أي أسرة تريد حماية أطفالها من الألم والحزن والفشل ، لأن تربية الأطفال ليس سهلا فمن الضروري الوقوف على أبسط الأمور الخاصة بالتربية لأن مرحلة الطفولة المرحلة الأهم في حياة الإنسان فإذا كان مبنية على أساس بشكل صحيح وسليم، كانت المراحل التالية سليمة ، وذلك لأنها تستند على قاعدة متينة.
ومن هنا يمكن القول أن الطفولة مرحلة أساسية التي نقوم بإنشائها لبناء أي منزل فإن حدث أي خلل في أحد الغرف ، فإننا قادرين على إيصلاحه، لكن في حال كان الخلل في الأساسيات فإن مهمة الإصلاح تصبح الأقرب الى المستحيل. وغالبا ما يصبح الامر صعب يتطلب الأمر القيام بالهدم والبناء من جديد .
هل لديك أي أسئلة أخرى حول المقال ؟
مواضيع ذات صلة قد تهمك: